الأربعاء، 7 سبتمبر 2011

علاقة ... بين ضفتين !


يعتبر جورج سورا من أبرز فناني المدرسة الانطباعية
و تعتبر هاتان اللوحتان من اشهر رسوماته

 – 1884 1-
 A Sunday Afternoon on the Island of La Grande Jatte


Bathers at Asnières)2-

   تتميز اللوحتان من الناحية الفنية أولا  بالتنقيطية 
 pointillism   
 "تصوير الضوء وانعكاساته باستعمال لطخات صغيرة متضادة الألوان،"و هو 
 قبل فترة شاهدت برنامجا عن الفن الانطباعي في البي بي سي تحد فيه عن علاقة افتراضية بين اللوحتين اللتين تمثلان المجتمع الباريسي الحديث و سألخصها في الآتي:
1-اللوحة الأولى  تصور بعض الأشخاص يتنزهون في مساء يوم العطلة (الأحد ) على ضفة النهر. من الواضح أن الصورة تمثل الطبقة البرجوازية و هذا يتضح ذلك من الثياب الرسمية و" المظاهر الزائفة" أيضاً التي تشوب اللوحة . تتميز اللوحة باهتمامها بالتفاصيل  فمثلا تتوسطها الطفلة الصغيرة التي تنظر إلينا. أما الطفلة الأخرى (ذات الفستان الأحمر) فهي تبدو -خلاف جو اللوحة العام- مليئة بالحياة . على ضفاف النهر أيضاً يمكن ملاحظة المرأة التي تحاول أن تصطاد شيئا لكن ما الذي تبحث عنه؟ هل هي تبحث في صمت عن شي ء مفقود في هذا المجتمع المترف؟أم عن ماذا تحديداً الإجابة فقط يملكها جورج سورا .

2- اللوحة الثانية في المقابل فهي على الضفة الأخرى من النهر إذا دققت في تفاصيل اللوحة ستلاحظ الضباب الرمادي المتصاعد من مداخن المصانع في الخلفية , إذن فاللوحة تصور الطبقة العاملة أو الكادحة , من خلال ثياب العمل البسيطة , التلقائية الواضحة, متمثلة في العمال الذين يستريحون بعد عناء يوم طويل على الضفة الأخرى من النهر مما قد يعني الوجه الآخر للمجتمع الباريسي الحديث .

_ يبدو التناقض جليا بين البساطة و التلقائية في الضفة الأولى و المظاهر المترفة و الحياة الزائفة في الضفة الأخرى  . نرى البرجوازيين يقفون في كامل أناقتهم بيمنا يستلقي العمال على ضفة النهر و هم غاية الاسترخاء .بقي أن أشير إلى شخصية (الفتى المنادي) في اللوحة الثانية.  من ينادي؟ و لم هو في أقصى يمين اللوحة؟ اقترح بعض النقاد أن "الفتى المنادي" يدعو أو ينادي الضفة الأخرى من النهر مما يعني الطبقة الغنية ،   مما جعل البعض يقتنع أن اللوحتين مكملتان لبعض .

*مترجم بتصرف من برنامج البي بي سي ( Impressionist painting and revolution و مصادر أخرى